بواكير الوثائق والخطوط لبعض الأئمة من آل سعود عبر عشرات العقود
تنشر لأول مرة وكتبها أئمة وملوك الدولة السعودية بإمضائهم وإملائهم أو بخط أيديهم * عشرات الوثائق والخطوط ترسم ملامح سياسة الدولة السعودية وأساليب الحكم ومعالجة القضايا * أقدم وثيقة تحدد ساعة الدخول إلى الرياض وبناء سورها كتبها أحد علماء المدينة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أقدم وثيقة عن دخول الملك عبد العزيز إلى الرياض كتبت قبل 111 عاماًالملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الحديثة سجل وثائق وكتابات بإمضائه وإملائه وبخط يدهمخطوطة بقلم الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعودباب أجياد في مكة حيث شهدت المنطقة العديد من الأحداث التي استوجب توثيقها في مخاطبات رسميةسوق الملابس «الهدوم» ويبدو الممر الموصل بين الجامع وقصر الحكموثيقة صدرت من الملك عبد العزيز وجمعت بين إمضائه وإمضاء والده الإمام عبد الرحمنخط الملك عبد العزيز بالقلم الرصاص قبل 72 عاماً يسأل فيها سؤالا شرعياً إلى قاضي الرياض الشيخ عبد الله بن زاحمسؤال فقهي من الملك عبد العزيز بخط يده موجه إلى قاضي الرياض عبد الله بن عبد الوهابباب العباس في الحرم المكي
[right]الرياض: بدر الخريف
تعد الوثائق والمخطوطات مصدراً مهماً من مصادر توثيق وتأريخ الأحداث، كما تعد مصدراً ثابتاً في رصد وتتبع مسيرة الدول والأفراد وما قدمته الشعوب، وبالتحديد أعلامها، من فكر وأدب وبطولات وتضحيات، كما تعكس هذه الوثائق والمخطوطات واقع الحال الاجتماعي والسياسي والثقافي في الفترات التي كُتبت فيها هذه الوثائق والمخطوطات.
وشكّّلت الرسائل التي كتبها الحكام مصدراً مهماً من مصادر التاريخ المحلي، إذ رسمت الخطوط العريضة لسياسة البلاد وأساليب الحكم فيها، وكيفية إدارة وحل العديد من القضايا.
وقدم الباحث راشد بن محمد بن عساكر مجموعة من الوثائق والرسائل والإمضاءات التي تمثل بواكير الخطوط التي كتبها بعض أفراد أسرة آل سعود المبرزين بأيديهم، أو التي تصدر عنهم مباشرة وبإملائهم، وأغلب هذه الوثائق ينشر لأول مرة، حيث إن كثيراً من أصولها محفوظة لدى الباحث، بالإضافة إلى ما يشار إليه عن مصدرها أو مكان حفظها.
واعتبر الباحث أن أهمية الوثائق بجميع أنواعها وبحسب المادة المكتوب بها، تأتي من اتصافها بالثبات والمصداقية فيما تطرحه من الحقيقة، وبأنها مصدر لا غنى عنه في معرفة نهج الشعوب والطريقة التي كانت تسير عليها في كل مناحي الحياة، حيث إن الوثيقة التاريخية الصحيحة تعد رافداً مهماً للكتابة التاريخية، ولكونها علماً يكشف واقع الحال.
ورأى أن في التاريخ المحلي منهجية فريدة تميزت بقالب نادر من الخصائص والصفات خاصة عندما نبعت لؤلؤتها وازدانت دُورها وأشرقت شمسها بقيام الدولة السعودية الأولى عام 1157هـ بتعاضد الإمامين الأمير محمد بن سعود (توفي عام 1179هـ) والشيخ محمد بن عبد الوهاب (توفي عام 1206هـ)، مشدداً بالقول إن أسرة آل سعود لم تكن قريبة عهد بحكم أو إمارة بعد ذلك الاتفاق المشهور، بل كانت قبل ذلك بقرون عديدة وأزمنة مديدة ذات صولة وجولة في هذه البلاد، فهي تنتسب إلى قبيلة عريقة حكمت في منطقة وسط الجزيرة العربية منذ ما يقارب الألفي عام مضت وهم بنو حنيفة من وائل التي أفاضت كتب التاريخ في الحديث عنها.
وأوضح الباحث، عساكر، أن ما عني به أئمة آل سعود ومصلحوها من أمراء وأعيان أن وجهوا شطرهم وجعلوا غايتهم ومقصدهم نفع الأمة وإعلاء شأنها، ويتمثل ذلك من خلال قراءة كثير من رسائلهم التي ترسم الخطوط العريضة لسياسة البلاد وأساليب الحكم فيها، ومعالجتهم لمواضيع شرعية مثل الأوقاف وإجازة نشاط المواطنين مما يحقق التنمية والنشاط الاقتصادي كإحياء الأراضي وعمارتها التي تعود بالنفع العام.
وبدأ الباحث الذي اختار عنواناً لمؤلفه «بواكير الوثائق والخطوط لبعض الأئمة من آل سعود» بما كتبه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود الذي توفي عام 1218هـ أي قبل حوالي 211 عاماً، موضحاً في التعريف به أنه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي الحنفي الوائلي.
ولد في الدرعية عام 1133هـ وتولى الحكم بعد وفاة والده عام 1179هـ.
اتسعت البلاد وقته وأصبح الأمن مضرب المثل في عهده وازدهرت الحياة العلمية في عصره. له مجموع قام بخطه عندما كان يدرس على الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهذا الخط يعود إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري تقريباً. وكتبه الإمام عبد العزيز بقلمه ذي المداد الأسود، مشيراً إلى اسم هذا الكتاب وما يحويه من مجاميع أخرى من مؤلفات لشيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728هـ)، ثم بعد ذلك كتب عنوان المخطوط الذي قرأه ودرسه بخط نيِّر وواضح، وأشار إلى تملكه له وكتب على طرَّته ما نصه:
(مجموع من كلام شيخ الإسلام أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني رضي الله عنه وأرضاه آمين). ثم أسفل هذا الخط قال: (مجموع من كلام شيخ الإسلام أبي العباس أحمد ملكه من فضل ربه المحمود). ثم جاء أسفله – مبيناً ما يحويه هذا المجموع من مؤلفات لشيخ الإسلام:
(ما في هذا المجموع من النسخ من كلام الشيخ كتاب جواب من لم يفهم الفرقان وصورة خطوط القضاة الأربع على فتيا الشيخ).
ثم أعلى النسخة يساراً:
(ملكه من فضل ربه المحمود عبد العزيز بن محمد بن سعود) ثم أكد هذا التملك أسفل منه فقال: (ملكه من فضل الله ربه المحمود عبد العزيز بن محمد بن سعود). وهذه النسخة المكتوبة تمثل أقدم ما عثر عليه بالنسبة إلى خط أحد أفراد الأسرة المالكة (من آل سعود) وأحد قادتها المبرزين. كما رأى الباحث نسخة مخطوطة وهي: (قطعة من تفسير البيضاوي) كتبت في القرن العاشر الهجري تقديراً، وعليها وقف للإمام عبد العزيز بن سعود، لكن هذه الوقفية لم تؤرخ.
جاء في نص هذا الوقف ما يلي:
(وقف هذا الكتاب عبد العزيز بن سعود على طلبة العلم من المسلمين، شهد على ذلك عبد الله بن الشيخ، وكتبه وشهد به حمد بن ناصر وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
وكتب أعلى الورقة يساراً بخط أسود أحمد بن رشيد الحنبلي.
وسجل الباحث وثائق وأوراقاً كتبها الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود الذي تولى مقاليد الإمارة عام 1239هـ بعد أن استطاع إعادة الحكم بعد سقوط الدولة السعودية الأولى عام 1233هـ، حيث أشار المؤرخ ابن بشر (ت 1290هـ) إلى مبايعة أهل حريملاء للإمام تركي بن عبد الله وأن الإمام - رحمه الله تعالى - صالَحهم على ما كان بأيديهم ووفَّى ذلك لهم في ليلة عيد الأضحى من سنة 1239هـ.
وورقة المصالحة هذه هي بخط الإمام تركي بن عبد الله كتبت بالمداد الأسود وبخط واضح.
وجاء في هذه الوثيقة ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم من تركي بن عبد الله إلى حمد آل مبارك ورفاقته سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد أنا معطيكم وجهي وأمان الله على أموالكم وديرتكم كذلك ما أحدث عبد الله (ابن الإمام تركي) من ركز في نخلكم فأنا ممضيه لك يا حمد تبع لحلالك والسلام 9/ذي الحجة/1239هـ.
كما وقف الباحث على ورقة أخرى للإمام تركي رحمه الله قريبة زمنياً من فترة حكمه المبكرة وهي منقولة عن الأصل. بيّن بموجبها لأحد رعاياه في بلد الدرعية عاصمة الدولة الأولى ما يفيد الاهتمام بمصالح البلاد والعباد من عمارة النخيل وإصلاح الآبار وعمارة الدور والمساكن، فبعد أن لحق أحد النخيل المشهورة ـ العلب ـ الدمار بعد أحداث عام 1233هـ رأى الإمام أنه من الأفضل إجراء المغارسة مع آل يوسف للقيام بالغراس وبناء الدور وإقامة الحواجز على المزرعة، وللإمام نصف الغراس والنصف الآخر للمزارعين، ووعدهم بأن تكون لهم الأولوية في عمارة الجزء العائد للإمام تقديراً لجهودهم وقيامهم بهذه المهمة. والوثيقة مؤرخة بعام 1241هـ، وقد ورد فيها شهادات لعدد من العلماء المعروفين في زمن الإمام تركي بن عبد الله.
جاء نصها كما يلي: يعلم من يراه بأن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود حال ولايته أمر المسلمين أجَّر آل يوسف وراشد وعلي وناصر وحمد وحسن أبناء عمهم على النخل المسمى بالعلب حال د ماره بنصف النخل بشرط عمارة وإصلاح البئر والجدران وقلع الغراس المضر وسقيه الجميع إلى وقت المغارسه ، والنصف الآخر للإمام ووعدهم بعد القسمة أنهم أولى به بعمارته.شهد بذلك محمد بن مقرن ومحمد بن عبد العزيز ومحمد بن سلطان ومحمد بن موسى وشهد به وكتبه إبراهيم بن سيف. وقع ذلك في سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف من هجرته صلى الله عليه وسلم.
صورة ختم: (الواثق بالله إبراهيم بن سيف).
صورة ختم ثان: (محمد بن عيد بن مقرن). نظرت في هذا العقد فرأيته صحيحاً لثبوت المصلحة فيه وقت العقد. قاله كاتبه عبد الرحمن بن حسن ختمه (عبد الرحمن بن حسن).
ما رسم أعلاه نقل بأمري من ورقة وعليها ختم الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله وقابلته على الأصل المنقول منه فإذا هو مطابق لما في أصله سوى البياض الذي في أول السطر الثاني (ما بين اسمي راشد وعلي) أعلاه فهو اسم منقطع من الأصل والمسوغ لنقله تمزق ورقه الأصل حتى لا يخفى قال ذلك ممليه عبد الله بن عبد الوهاب بن زاحم وصلى الله على محمد. حرر في 16 /5/1360هـ.
كما أن هناك وثيقة كتبها الإمام تركي في الرياض وفحواها إمضاء منه لأرض ومزرعة تخص أسرة آل ريس من أهالي الرياض، بتاريخ دخوله إليها في عام1239هـ.
وهناك وثائق أخرى تخص الإمام فيصل بن تركي الذي تولى الحكم على فترتين زمنيتين: الأولى من عام 1250هـ إلى عام 1254هـ، والفترة الثانية من عام 1259هـ إلى وفاته في9/رجب/1282هـ.
وتخلل هاتين الفترتين ازدهار اقتصادي ومعماري ونهضة علمية كبرى قلّ أن تفي بها الدراسات المختصة. حيث أشارت إحدى هذه الوثائق التي أملاها الإمام فيصل عند أواخر الفترة الأولى من حكمه من عام 1254هـ.
ومؤرخة في 24 / رجب / 1254هـ. إلى إحياء أرض والاستفادة منها في بلد الدرعية، وكانت من الإمام إلى أحد أفراد أسرة العواد من أهالي الدرعية.
وجاء نص الوثيقة ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم:
يعلم الناظر إليه بأن سليمان ابن عواد طلب منا تقضيب قليب البديعة في مشيرفة على أنه يركز أرضها بربع على شرط أنه يسوق الديوان حتّا ما يغل النخل وما يتبع القليب من سيل وطريق فهي تبع له وقضِّبنا القليب المذكور بربع، قاله وأملاه الفقير إلى الله فيصل بن تركي ليكون معلوم والسلام.24/ب/1254هـ «الختم»). أما الوثيقة الأخرى فقد سجلت في 27 جمادى الأولى من عام1259هـ ومحتواها إعطاؤه أحد أفراد أسرة آل خضير من أهالي الدرعية، أرضاً لهم في مكان يقال له الثليماء من نواحي الدرعية.
وجاء نصها كما يلي: (بسم الله الرحمن الرحيم من فيصل بن تركي إلى محمد بن موسى وإلى من يراه من عمال الدرعية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد قليب الثليما أرض عنبر غلام سعود أنَّا معطينها عبد الرحمن بن خضير فلا يعترضه أحد في ديوان وزكاة يكون معلوماً. 27 جمادى الأولى 1259هـ «الختم»).
واطلع الباحث على وثيقة موجهة من الإمام فيصل بن تركي إلى أعيان أسرة آل عمران من أهالي الرياض، إلا أنها لم تؤرخ.