التاريخ كما يجب أن يكون



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

التاريخ كما يجب أن يكون

التاريخ كما يجب أن يكون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مواضيع مماثلة


      منهجية ابن خلدون وآرائه التاريخية

      safaa70
      safaa70
      المدير العام


      عدد المساهمات : 129
      تاريخ التسجيل : 28/02/2009
      العمر : 53
      الموقع : المدير العام للمنتدى

      قلوب منهجية ابن خلدون وآرائه التاريخية

      مُساهمة من طرف safaa70 الجمعة مايو 08, 2009 10:59 pm


      بسم الله الرحمن الرحيم


      منهجية ابن خلدون وآرائه التاريخية



      لابن خلدون آراء ونظريات متعددة في التاريخ يمكن تلخيصها فيما يلي:

      أولا: النظرية الخلدونية في فلسفة التاريخ أو ماهيته:

      1. اعتبر التاريخ من قبيل العلوم الفلسفية،حيث قسم العلوم إلى نوعين.
      § نقلية: وهي التي تعتمد على السند والخبر
      § وفلسفية: وتستند إلى الاستنباط الفكري الإنساني.
      2. دعا إلى فلسفة وضعية واقعية للتاريخ مستمدة من تأمل البيئة وظروفها، وإجالة العقل في مظاهرها وملابساتها فقد ابتعد عن التخبط فيما وراء حدود العقل.
      3. صاغ فلسفة للتاريخ تمثل بما لا يدع أي مجال للشك منهجه البحثي العقلاني المتفرد به بحسب مقاييس عصره،حيث عرف التاريخ بأنه: " خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو عمران العالم، وما يتعرض لطبيعة ذلك العمران من الأحوال: مثل التوحش، والتأنس، والعصبيات، وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض، وما ينشأ عن ذلك من الملك والدول، ومراتبها، وما ينتحله البشر بأعمالهم ومساعيهم من الكسب والمعاش، والعلم والصنائع، وسائر ما يحدث في ذلك العمران بطبيعة الأحوال"
      4. يرى أن التاريخ ليس مجرد سرد لأخبار الماضي، وإنما هو علم قائم بذاته حيث يقوم على ثلاثة أركان هي:


      أ- النظر ب- التحقيق ج- التعليل للوقائع وكيفياتها.


      5. ليست مهمة المؤرخ الإخبار عن الأيام والدول والحروب والجيوش بل دراسة ما يعرض للاجتماع الإنساني من الأحوال والأطوار.
      6. كانت نظرته للآفاق المستقبلية للتاريخ تشير إلى أن العالم يسير بخطوات ديناميكية سريعة نحو التطور الاستمراري، وهكذا نجد بأن توقعاته كانت تؤكد بأن كل شيء تقريباً قابل للترقي والتقدم . وعليه فقد امتازت شخصيته وآراءه بروح التجديد في علم التاريخ.

      ثانيا: النظرية الخلدونية في أخطاء المؤرخين:
      1. لاحظ ابن خلدون أن كثيرا من المؤرخين لا يتجاوزون في كتابتهم التاريخية النقل المباشر عن سابقيهم ، وكأن التاريخ حكاية عن السلف ,مع إن التاريخ في جوهره فلسفة عميقة لقوانين الاجتماع , وبهذا النهج عارض من سبقه من المؤرخين الذين جمعوا الروايات دون نظام منهجي خاص يفرق فيه المؤرخ بين الأخبار الحقيقية والأسطورية.
      2. كان أغلب المؤرخين يحصرون عملهم في حشد الروايات وتوثيق السند ، دون القيام بنقد الأخبار على أساس طبائع العمران، " ً.
      3. إن حركة التاريخ عند ابن خلدون هي حركة انتقال مستمرة من البداوة إلي الحضارة على شكل دورة وهذا الانتقال يتم عبر الدولة والتي تنشأ على أنقاض دولة سابقة لها...الخ.

      4. التاريخ في نظر ابن خلدون" فن عزيز المذهب، جم الفوائد، شريف الغاية".ورأى أن حسن النظر والتثبت يقضيان الحق ويبعدان عن الزلل، ومع أنه آثر أعمال عدد من المؤرخين الذين سبقوه كالطبري والمسعودي لكنه ذكر الأخطاء التي يقع فيها المؤرخون والتي يمكن لأمثالهم الوقوع فيها في كل زمان ما لم يتنبهوا لها. ويرجع ابن خلدون أسباب الخطأ عند المؤرخين إلى:

      1. عدم الموضوعية: بسبب" التشيعات للآراء والمذاهب": لأن التشيع أشبه بغطاء على عين البصيرة يحول بينها وبين التمحيص والنظر وهما المعول في تبيان الصدق من المزيف.
      2. عدم تحكيم العقل:"الثقة في الناقلين": فمن الضروري بمكان إن يعني المؤرخ وهو ينقل الروايات والأخبار أن يدقق فيما ينقله على إثباته أو اعتماده0
      3. "الذهول عن المقاصد": كأن يفوت المؤرخ إدراك القصد بما عاين أو سمع فينقل الخبر على ظنه وتخمينه فيقع الكذب 0
      4.توهم الصدق: وهذا ناتج في رأي صاحب المقدمة عن الثقة بالناقلين 0
      4. " الجهل بتطبيق الأحوال على الواقع": بسبب ما يداخلها من التلبيس والتصّنع فبعض الأمور ظاهرها غير باطنها وجهل ذلك يؤدي إلى الوقوع بالخطأ .الناتج عن الجهل بطبائع الأشياء ولا سيما قوانين الطبيعة التي وضعها الله ولهذا قبلت عقولهم المستحيلات.
      5. " تقرب الناس لأصحاب التجلة والمراتب بالثناء والمدح، وتحسين الأحوال وإشاعة الذكر": بدوافع الرغبة والرهبة لاسيما وأن النفوس مولعة بحب الثناء والناس متطلعون إلى الدنيا وأسبابها من جاه و ثروة، وليسوا في أكثريتهم براغبين في الفضائل ولا متنافسين فيها.
      6. " الجهل بطبائع الأحوال في العمران ": وهي من أسباب مقتضيات الأخطاء، ويرجع ابن خلدون هذه العوامل إلى بواعث نفسية وخلقية تتعلق بشخصية الراوي وسلوكه.والجهل بطبائع الأشياء ولا سيما قوانين الحضارة ،وكيفية تدرج الأمور والحوادث، وفق قوانين محددة للتطور والسقوط.
      7. ولوع الناس بالغرائب وسهولة التجاوز على اللسان: وعدم محاسبة النفس عن الخطأ، خاصة في الأخبار التي تتناول الأعداء.
      8. القياس والمحاكاة: فيخرج الإنسان عن هدفه خاصة إذا امتزج بالغفلة وعدم الإتقان.
      9. عدم إدراكهم للأهداف الاجتماعية، والمعاشية، والتاريخية.
      10 . عدم وجود معيار منهجي، تنقد به الوقائع والأخبار
      safaa70
      safaa70
      المدير العام


      عدد المساهمات : 129
      تاريخ التسجيل : 28/02/2009
      العمر : 53
      الموقع : المدير العام للمنتدى

      قلوب رد: منهجية ابن خلدون وآرائه التاريخية

      مُساهمة من طرف safaa70 الجمعة مايو 08, 2009 11:01 pm

      ثالثا: النظرية الخلدونية في المنهج النقدي التاريخي:
      اهتم ابن خلدون بشكل رئيس بالمنهج النقدي التاريخي فبعد أن فرغ ابن خلدون من تفنيد الأغلاط التي يقع فيها المؤرخون قام بوضع الآتي:
      1. وضع قواعد في النقد التاريخي متناسقة متسمة بالصرامة والدقة في وضع القواعد والأصول.
      2. فنقد ابن خلدون للتاريخ يغلب عليه النزعة العقلية المنطقية.
      3. أدرك بأن حقيقة التاريخ تتجسم في كونه خبراً عن الاجتماع الإنساني، وهذا يعني إمعان النظر في أعمال البشر وصنعهم، ومنشآت الإنسان وتحاوره وتعايشه وعلاقاته مع بني الإنسان.

      5. منهجيته العلمية وعقليته الناقدة والواعية، حيث إنه يستقرئ الأحداث التاريخية، بطريقة عقلية علمية، فيحققها ويستبعد منها ما يتبين له اختلاقه أو تهافته الأمر الذي ضبطه في مقدمته وغفل عن جزء منه في متن كتابه العبر.
      6. يرى أن ظاهر التاريخ يتساوى في فهمه كل الناس لأنه أخبار متداولة،أما في باطنه فهو نظر وتحقيق وتحليل وتعليل ولا يفطن له إلا المؤرخ النافذ.

      رابعا: النظرية الخلدونية التجديدية والحداثة في التاريخ:
      1. اتبع أسلوب التجديد والمتمثل في تنظيم مؤلفه وفق منهج جديد يختلف كثيرًا عن الكتابات التاريخية التي سبقته، فهو لم ينسج على منوالها مرتبًا الأحداث والوقائع وفق السنين على تباعد الأقطار والبلدان، وإنما اتخذ نظامًا جديدًا أكثر دقة، فقد قسم مصنفه إلى عدة كتب، وجعل كل كتاب في عدة فصول متصلة .

      2. تميزت آراؤه بالوضوح والدقة في الترتيب والتبويب، والبراعة في التنسيق والتنظيم، والربط بين الأحداث. ولكن يؤخذ عليه أنه نقل روايات ضعيفة ليس لها سند موثوق به خصوصا في كتابه العبر.

      3. تمكن ابن خلدون من استخدام المنهج الاستقرائي الاستنتاجي التحقيقي معتمدا فيه على الملاحظة، ثم الدخول في الموضوع، وبدون فكرة مبيتة، لذلك جاءت قوانينه أقوى أساساً، وأمتن بنياناً، وأقرب إلى وقائع الأمور.
      7. سار ابن خلدون على منهج علمي سليم، وإن كان استقراؤه ناقصاً بعض الشيء، لأن كثيراً من القوانين والأفكار التي وصل إليها لا تطبق إلا على أمم عاصرها في فترة معينة.
      8. اعتبر التاريخ فنا من فنون الأمم حيث قال" أما بعد فإن فن التاريخ من الفنون التي تتداولها الأمم والأجيال، وتشد إليها الركائب والرحال ، وتسمو إلى معرفته السوقة والأقيال , ويتساوى في فهمه العلماء والجهال ".
      9. التاريخ عند ابن خلدون في ظاهره لا يزيد عن الأخبار والأيام والدول والسوابق من القرون الأولى ،وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق , وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق , لذلك فهو منهج أصيل وعريق.
      10. استخراج الحقائق الكبرى الكامنة والتوصل إلى الإدراك الحدسي لحقيقة الحداثة التي تعني الارتفاع من مجرد إدراك التغير في التاريخ إلى إدراك أهمية الجديد فيه.
      11. الإبداع المنهجي الخلدوني في الشك والتمحيص: فقد ابن خلدون ورث ميراثا من الشك العقلي فقد كان تواقا إلى الكشف عن السبب في حدوث أي ظاهرة دون القناعة بمجرد وصفها أو الاكتفاء بالإشارة إليها.
      12. التشخيص المادي فقد اعتمد على استقراء معظم أفكاره من الوقائع التاريخية والغوص في بواطنها.
      13. استطاع التوصل إلى تحديد ثلاثة قوانين من شانها أن تجنب المؤرخ الوقوع في الخطأ وهي:

      o قانون السببية: ومفاده أن الوقائع الاجتماعية من قبيل الأحداث التاريخية، وهي خاضعة للحتمية التاريخية وليست بفعل الإرادة أو المصادفة.
      o قانون التشابه: بين الماضي والحاضر، ومرده وحدة الأصل والعقل البشري،إذ يرى وجود تشابه ترابطي بين الماضي والحاضر والمستقبل.
      o قانون التباين: فالغرض أن يدرك المؤرخ ما يطرأ على المجتمع بفعل العوامل المختلفة فيقول:" من الغلط الخفي في التاريخ الذهول عن تبدل الأحوال في الأمم والأجيال".

      14. يرى أن من يريد البحث في التاريخ فلا بد عليه من معرفة الآتي:
      o المعرفة بالسياسة للدولة لأنها كالمحور الذي يهيكل الحياة الاجتماعية وبالتالي تجسيد التاريخ.
      o الانطلاق من الحاضر لفهم الماضي، والغوص في الماضي لفهم الحاضر.
      o المعرفة التاريخية تتطلب: النقد الصارم فالمؤرخ يحتاج إلى موسوعة معرفية وعلوم متعددة تسمح له بالتنقل بحرية عبر الزمان والمكان بحثا عن الأسباب والعلل لفهم حركة التاريخ.

      خامسا: النظرية الخلدونية في الدولة:
      1. تناول تاريخ كل دولة على حدة بشكل متكامل، فالدولة كما يراها ابن خلدون بناء طبيعي اضطراري لا مناص من نشأتها.
      2. اعتبر أن للدول أعمار افتراضية زمانية وهي الفتوة والقوة والشيخوخة.

      3. أعطى ابن خلدون في كتابه لحوادث الدول عللا وأسبابا وهو مايعرف بالتعاقب الدوري للتاريخ وهو يطمح أن يصبح أصلا يقتدي به من بعده من المؤرخين , يقول :" لقد سلكت في تربيته وتبويبه مسلكا غريبا , واخترعته من بين المناحي مذهبا عجيبا , وطريقة مبتدعة ، وأسلوبا وشرحت فيه من أحوال العمران والتمدن , وما يعرض في الاجتماع الإنساني من العوارض الذاتية ، وما يمتعك بعلل الكوائن وأسبابها , ويعرفك كيف دخل أهل الدول من أبوابها , حتى تنزع من التقليد يدك , وتقف على أحوال ما قبلك من الأيام والأجيال وما بعدك" .

      سادسا: النظرية الخلدونية في العمران البشري:
      1. يرى ابن خلدون انه لابد من معرفة طبائع العمران لأنها تساعد المؤرخ في تمحيص الأخبار وان تغير الأحوال العمرانية هي مادة التغير التاريخي لأن لكل حادث من الحوادث طبيعته التي تخصه في ذاته.
      2. إن مفهومه للعمران يشمل جميع مقومات الاجتماع الإنساني ومظاهره.
      3. اهتدائه إلى فكرة التقدم من خلال نظريته عن الأدوار في تطور الدول وفي الانتقال من العمران البدوي إلى العمران الحضري وفي عوامل الانحطاط التي لا يفلت من تأثيرها أي عمران حضري. لان المجتمع كالكائن الحي يعيش ويتطور ويضمحل وفقا لقوانين محددة لأن الأحداث التاريخية تخضع لحتمية تاريخية ثابتة وليست عشوائية وفوضوية.

      سابعا: النظرية الخلدونية في العصبية:
      يؤكد ابن خلدون مصدر العصبية بأنه بيولوجي وأن العصبية ذات مغزى سياسي اجتماعي لا غنى للفرد= عنه،فالعصبية هي المحور والمحرك الديناميكي للمجتمع وبالتالي يتبلور الفكر الإنساني إلى تجسيد تاريخي في الزمان والمكان

        الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 15, 2024 9:31 am